وحي القلم

تحت الأنقاض

صرخة تلتحف رداء السماء
تعانق أنجما ونايات
تكتحل بالصقيع… تغفو على استحياء
الصخر في الكف يصنع الجراح
ويفتل السبات
“آلاء”…يا ملاكا  يغرس على صدر الموت
رداء للمساء
“أن مهلك …فموتي يسيج كتفي صرخة للعنقاء”
هلاَّ تحسستَ جبين الشام
وحسرْتَ الظلال عن تلك الأمنيات
واحتسيتَ من شوارعها نخبا من الدماء
“دعني _ أيها الموت_ أنجب في القبور المعتمة
لهيب صيف وبعضا من رفات”
“آلاء”… هلا نفضت عنك سعال الرمضاء
وصنعت من رحيق الأنين فلكا من كلمات؟
من تحت الأنقاض…
تنسجين من السواقي وطنا ملفوفا بين الجدار
وصدى الراء…
هوى المطر …
الصقيع يلثم خد الجبال
“آلاء”…كيف كبرت تحت الأنقاض ؟
أتسمعين..؟
للموت أنين…ورائحة ارتطام … وبسمة تائهة على خاصرة المحطات
والريح تغازل خربشاتي في شرايين مذكراتي
وشجرة كستناء
تلك التي قاسمتني شغب الذكريات
ووعيا معقودا كما الطفولة
كنتُ صغيرة …منسية أبيع الأنفاس الجريحة
وأتلو صلابة الأنبياء
أبي هناك …ينهش عظام الفرح ما شاء
أكاد أسمع زفراته…قِطَع مرمر وليال مقمرات
يطعم أقفاص جسدي خبزا لتبثل الراهبات
وأنا هنا …أركع خادمة لمن يفترش عباءتي
صوب الارض …
وصوب الأنين المهجور قرب خيمة العزاء
ليعجل بسفر طويل
أرمم فيه الأخطاء
وبقاي خطو  الشتاء
آه ليت الصخر يحتضن جدائلي…ويرأف بشقيقي
فالأسوار  تغفو على صدري كسجائر صبَّار …كهوس حكاية
العالم من حولي يشتهي موتي …
صامت يخمر الآراء …ويُوَشِّح المفاوضات
“آلاء”…تحت الأنقاض
هلا شربت نخب رذاذ مَشَط الشواطئ والأضواء؟
الليلة لن تستطيعي النوم !
فالموت شق المغارب والمشارق
وعزف على الوتر وداس الأغنيات
عتِّقي الأحلام جوزةً في الخفاء
وأيقظي قبور الوطن وجهزي وسادة خريف
وأحلاما مُغبَّشة بالخطوات
ومهدا يجمع الأحمال …ويوسد رائحة السماء
تحت الأنقاض
“آلاء” تُقَبِّل جباه الأرض وتكفكف الدمع عن سواد المجرات
في أحشائها ميدان لأنين الغوغاء
أنت المغتربة …تتكاثف أرقام الجنائر في كفك .
تقولين يوم تتلبس الظلال جيدك
“أبحث عن دم دمشقي يفور كنهد عذراء
يرص الشعوب ويوقدها نيرانا وثورات”
من ينقد وشم طفولة تبحث عن زجاجة حليب تحت الأنقاض؟
من ينقد الطفولة تبحث عن حليب تحت الأنقاض؟
من ينقد الطفولة تحت الأنقاض؟
من ينقذ؟
من؟

2 8

لطيفة أثررحمة الله

استاذة اللغة العربية عضو منتدى الأدب لمبدعي الجنوب عضو مركز مربد للدراسات اللغوية وتحليل الخطاب شاعرة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى