
راجت التوافه وعمت السذاجة وهرع إليها غالبية فئات المجتمع. منهم من اختارها عنوة وقصدها بارادته وكان له من ذلك ماءرب . واقبل إليها اخرين ليكن لهم مكان في المحيط الذي عجزوا عن تأكيد ذواتهم فيه أو ليجدوا لهم مدخل يداخلوا به من لم يقبلهم. وهناك من اتجة إلى تلك السذاجات محاولا الخروج من واقعه الذي لم يعرف كيف يعيشه مدعيا بذلك انه يترفه قليلا لينطلق، وهو لا يعلم بأن ما اختاره للترفيه ونقطة الانطلاق ماهو إلا كطينا لازب نزل اليه مسافرين ليرتاحون من عنا رحلتهم فهل سيجدي ذلك شيء كلا بل سيزدهم ارهاقا وتيها. وانجر ورائها البعض لا إراديا حيث تأثر بمن حوله ودخل في وبالها تدريجيا وأخذ يرتاد مواقعها ويتابع أهلها إلى أن أصبح رائدا رسميا لها، وبهذا فهو جعل من تقليده وهرولته وراء القطيع نفسا تافهة وهمة ساذجة. واجتاحتنا السذاجة من كل جانب وعم تروجها في كل محفل وتزاحم الناس على مواقعها وتسابقوا على تبادل محتواها الرديء… وبهذا جعلت ذا قيمة وجعل اصحابها شخصيات بارزة ورموز هامة من يجهلهم أو ينكر صنيعهم فهو متخلف ومتأخر عن العالم أو قد يكون شخصا متحيزا متعصب يصعب العيش معه. فها نحن اليوم بهذه الهروله نحو التوافه والانجرار ورائها ندفع الثمن، حيث اهدرنا قيمنا واضعنا مبادئنا وتجاهلنا ما نكمل به نقصنا ونجعل منه ذخرا لنا، حتى أصبح القيم غريب بيننا، والجيد نكير فينا، والمفيد ثقيل علينا، وجرت العادة بأن يستثقل ما يستفاد منه، وينكر ماهو جيد، ويستغرب كل ما هو ذا قيمة وفائدة. يا مجتمعاتنا السامية ويا أمتنا المجيدة لماذا نبدل العلا بالتقهقر، والرقي بالتخلف؟ لماذا نجعل من فراغنا ثغرة يستخدمها أعدائنا ضدنا؟ إلم يئين الأوان لنفيق من السكرة التي احتساها وعينا وإصابته بالثملة. أما يرى شبابنا بأن ما تمارس اليوم من التفاهة على برامج السوشل ميديا وتسود محتوياتها ما هي إلا سذاجات دخيلة علينا وليس من شيمنا العربية بأن نكترث لها ولا من قيمنا بأن ننشغل بها ناهيك عن ترويجها أو مزاولتها. فينبغي أن نهجرها ونبتعد عنها، فابدالها بما يخدم الأمة وينفع الفرد سيكن له تاثيرة على الواقع، وسينتقل غالبية شبابنا من السلبيات في المتابعة والمشاركة إلى الإيجابيات منها. سيغيرون التافة بذات القيمة، والردي بالعظيم، والحقير بالجزيل. عندها سنبلغ الآفاق وسنحقق الغايات وسنستعيد المجد والمكانة…
المغادر العولقي