وحي القلم

سانحة : عقيدة العيون

إن العيون أشكال وأنواع، والعين نافذة القلب للمبصرين أما العميان فشأنهم شأن آخر…وحسبك أن كل عين تنظر الى العالم نظرة تسبقها أغراض أحيانا وظروف أحيانا اخرى، إلا العاشقون فلهم في البصر عجائب وغرائب…
إن العاشق يفتح عينه صباحا ومساء فلا يبصر الا معشوقته، بل إنه لا يرى شيئا جميلا في الوجود إلا وجهها وسمتها ولا يسمع صوتا جميلا إلا صوتها. هي مبصوراته كلها…يراها في الناس أجمعين ويراها في متحرك وساكن، كما يراها في كل شعاع شمس وحركة جناحي طائر إلى كل هذه المعاني التي لا تنقضي… عين العاشق إبصارها عقيدة وصلاة دائمة محجوزة للمعشوق وللحبيب، وكل صلاة عشق لغير المعشوقة صلاة غير مقبولة في دين القلب والحب… ولنا في ما قاله عبد الغني النابلسي اكبر مثال لصدق ما قلنا :
عيني لغير جمالكم لا تنظر
وسواكمُ في خاطري لا يخطر
وجميع فكرى فيكمُ دون الورى
وعلى محبتكم أموت وأحشر
يا سادة قلبي بها متعلق
أبدا وعنكم ساعة لا أصبر
إن نمت كنتم في المنام معي
وإن في يقظتى قد كنت فيكم أبصر
لا فرق ما بيني وبين خيالكم
إن غاب غبتم وإن حضرتم أحضر
إثنان نحن وفى الحقيقة واحد
لكن أنا الأدنى وأنت الأكبر

2 8

لطيفة أثر رحمة الله

استاذة اللغة العربية عضو منتدى الأدب لمبدعي الجنوب عضو مركز مربد للدراسات اللغوية وتحليل الخطاب شاعرة
زر الذهاب إلى الأعلى